الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث مهاجرة كاميرونية تثير الجدل في تونس: من هي كلارا فوي؟

نشر في  01 ماي 2024  (22:23)

فتحت مهاجرة أفريقية في تونس باب الجدل والشكوك الأمنية بعد أن تبين أنها ثرية وواحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي تمتلك الملايين من المتابعين، دخلت البلاد بطريقة غير شرعية وتقيم بين المهاجرين شديدي الفقر في ظروف سيئة، حيث كثرت التكهنات بشأنها وأثارت مجددا نظرية المؤامرة حول توطين الأفارقة في البلاد.

وأكد المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي في تصريح للقناة الوطنية الاثنين أن النيابة العمومية بصفاقس أذنت بالاحتفاظ بالمهاجرة من أفريقيا جنوب الصحراء مدة 48 ساعة.

وأوضح الجبابلي أن المدعوة ”كلارا فوي كانت تقيم بإحدى الدول العربية وتعيش في حالة رفاهية تامة قبل أن يتم تداول صورها في إحدى الضيعات بولاية صفاقس، مؤكدا أنه وبالتنسيق مع الهياكل المعنية لم يتم تسجيل أي أثر لدخولها إلى التراب التونسي سواء عبر المعابر البرية أو الجوية”. وتابع أن الوحدات الأمنية تدخلت في الموضوع وقامت بإلقاء القبض عليها وإحالتها على ذمة التحقيق أمام أنظار الفرقة المركزية الخامسة للحرس الوطني لكشف الشبكات التي تقف وراء تواجدها في تونس.

وكانت مصادر قد تناقلت الاثنين أنباء عن إلقاء القبض على فتاة كاميرونية تدعى كلارا فوي وهي مغنية مشهورة ومؤثرة على إنستغرام، في مزارع الزيتون بمدينة العامرة من ولاية صفاقس حيث تسكن في خيمة من خيم الأفارقة جنوب الصحراء للترويج للهجرة غير النظامية باتجاه الأراضي الإيطالية.

ووفق المعطيات المتداولة، فإن الفتاة تتجوّل في عدد من دول العالم، وتحظى بشهرة كبيرة في بلدها الأمّ الكاميرون وعدد من الدول الأفريقية، وقد حلّت بتونس بغاية مساندة المهاجرين المقيمين بغابات الزيتون بالعامرة للتحريض على الهجرة باتجاه أوروبا.

وأثارت الشابة جدلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث زعم البعض أنها تتخفى وراء هويات مزيفة وتقوم بتنزيل فيديوهات على التيك توك تدعي من خلالها أن التونسيين يضطهدون أفارقة جنوب الصحراء. وقال عدة مدونين على فيسبوك إن هذه المرأة الأفريقية هي فنانة تتجول في كل العالم وتحيي حفلات غنائية بكندا ودبي، فضلا عن ذلك اشتغلت كمقدمة برامج براديو بالكامرون، ولديها الملايين من المتابعين.

وتساءل هؤلاء لماذا اختارت الدخول إلى تونس عبر صحراء ليبيا مع جحافل المهاجرين الأفارقة لتستقر في ظروف غامضة بالعامرة حيث مخيمات الأفارقة؟ وذهب البعض إلى القول إن ما تقوم بنشره من صور ومقاطع فيديو لمتابعيها ليس بالعمل البريء في هذا التوقيت بالذات مع الحديث عن توطين أفارقة جنوب الصحراء بتونس.

وتزايدت في الآونة الأخيرة أزمة المهاجرين في تونس والتكهنات ونظريات المؤامرة حولها، وجاءت قضية المؤثرة الكاميرونية بالتزامن مع إخلاء وحدات أمنية مشتركة بصفاقس، عمارة تأوي حوالي 500 مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 2.

وعملية إخلاء العمارة جاءت على خلفية تذمّرات وردت من سكان منطقة حي النور، ومن مالكي الشقق نتيجة تردّي شروط حفظ الصحة بالعمارة، وفق ما عاينته المصالح المعنية بالإدارة الجهوية للصحة بصفاقس

وأوضح وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 2 والناطق الرسمي بها هشام الكسيبي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنه تم القبض على مجموعة تضم 20 مهاجرا، أقدموا خلال عملية إخلاء العمارة على رشق أعوان الأمن بالحجارة وتسبّبوا لهم في إصابات خفيفة. وأشار إلى أنّ فرقة مقاومة الإجرام فتحت منذ بداية فبراير الماضي، بحثا في شأن هذه العمارة، وذلك بتكليف من وكيل الجمهورية.

 

وتواصلت عملية الإخلاء الكلي للعمارة من الساعة الرابعة فجرا إلى حدود الحادية عشرة من صباح الاثنين، وفق خطة أمنية محكمة وبحضور المديرين العامين للأمن الوطني والأمن العمومي ورؤساء الأقاليم، وفق تصريحات المعتمد الأول المكلف بتسيير شؤون ولاية صفاقس محمد النفطي قدودة.

وأكد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبدالكبير أن "عدد المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في كامل تونس يبلغ أكثر من 100 ألف”، مشيرا إلى أنّ "النزيف مازال متواصلا بخصوص تدفّق هذه الفئة على البلاد".

وأوضح عبدالكبير، في تصريح لإذاعة “جوهرة”، الثلاثاء أن “ما تعيشه تونس هو نتيجة تراكمات للمهاجرين غير الشرعيين من أفارقة دول جنوب الصحراء”، لافتا إلى أنّ “هؤلاء يدخلون عبر الحدود البرية الممتدة مع ليبيا والجزائر ولا يستطيعون الخروج وهو ما فاقم العدد".

وشدد عبدالكبير على أن "تونس ليست لديها خطة إستراتيجية واضحة وتتعامل مع الملف بمقاربات مختلفة ما أدّى إلى خروج الأمور عن السيطرة وعدم القدرة على مجابهة هذه الأزمة".

وبسؤاله عن الاحتفاظ بالمهاجرة من أفريقيا جنوب الصحراء كلارا فوي لمدّة 48 ساعة، أفاد عبدالكبير بأنّه “يجب على الدولة التونسية والمسؤولين عدم الانسياق وراء مثل هذه المسائل لأن هذا يغيّر البوصلة في معالجة الملف تماما”، مشيرا إلى أنّ “دخول أطراف غير مرغوب فيها إلى تونس ليس بالجديد والتركيز على هذه المهاجرة فقط يهمّش القضية الرئيسية”.

العرب